Monday, July 18, 2011

بعض الأحزان لم تأتِ لتقاتلنا

"إن الإستسلام للحزن احيانًا أشجع من مقاومته، بعض الأحزان لم تأتِ لتقاتلنا ، بل لتعتصم حول جراحنا أمام الأقدار ."

Monday, July 11, 2011

للحزن ذاكرة


بعض الاشهر تصيبني بالاكتئاب...
اتذكر اني سمعت احد الابطال في احد الافلام او المسلسلات الاجنبية..او ربما كانت رواية؟!لا اتذكر المصدر تحديدا ولا نص الكلام لكني اتذكر ان هناك من يقول ان بعض الشهور التي نخسر بها اشياء او اشخاصا تصيبنا بالاكتئاب كل عام دون ان نتذكر او نربط بينها وبين الخسارة...شيئا من قبيل ان عقولنا واجسادنا تتذكر الفقد والحزن...
يونية يصيبني بالاكتئاب...لسبب لم ادركه بعد..لا اتذكر ما خسرت به..بعد..
يوليو يصيبني بالاكتئاب...به خسرت ابي قبل ان اعرفه... وان كنت لا اصدق افتقادي لوجوده...فكيف نفتقد ما لم ندرك وجوده؟؟؟ كنت في السادسة ولا اتذكر سوي ومضات مبهمة عنه...اعرف انه كان عصبي واني بالتاكيد لم اكن لاكون ابنته المفضلة وربما لم اكن لاحبه لكن هذا لا يمنع يوليو من ان يصيبني بالاكتئاب...
اغسطس( باستثناء العام الماضي لسبب لم اكتشفه بعد..فكل اسبابي تأتيني متأخرة بعد ان أتوقف عن البحث عنها او الرغبة في معرفتها) يصيبني بالاكتئاب...به ولدت ولا اجد بعقلي خسارة اكبر من هذا...
بعض الاشهر تصيبني بالاكتئاب...
بعض الايام تملأني بها الرغبة بالبكاء بلا أي سبب واضح او مضمر او متراكم...
بعض الايام اتمني لو كان الوقت شتاءا ليلا مطرا...عتمة وفراش وغطاء ثقيل وكثير من الدموع...
اليوم احد هذه الايام...

اكتشاف

اكتشفت مؤخرا ان سبب اصراري علي العمل ليس الرغبة في الاستقلال (لاني رغم ما اوحيه واصرح به من رغبة حقيقية في اعتباري مستقلة الا اني ... رغما عني...ارغب في الانتماء للاخرين)...وليس الدخل المادي فقط ( لا انكر ضرورته طبعا فلا احد يستطيع انكار انه يعمل من اجل الدخل المادي) لكن ما اكتشفته مؤخرا في احدي وقفاتي مع ذاتي ان السبب الرئيسي في اصراري علي العمل و قدرتي علي رفض كل الاشياء والاشخاص الذين قد يحولون بيني وبين عملي...السبب الرئيسي يكمن في ان العمل هو الشئ الوحيد الذي استطيع القول اني اجيده...ويثني علي الاخرون بسببه...فانا لا اجيد كوني فردا في عائلة..ولا اجيد لعب دور الصديقة طوال الوقت ( لازلت اعاني من فترات الجنون المؤقت تلك التى تدفعني للابتعاد عن الجميع) وفشلت تماما في ان اكون حبيبة احدهم او مشروع زوجة ( ربما للسبب السابق ذاته  وربما لاسباب اخري) لذا تبقي الوظيفة هي الشئ الوحيد الذي اجيده تماما واحصل علي المقابل الذي اعتقد اني استحقه مقابل اجادتي تلك (رغم ان بداخلي جزء يخبرني انه من الخطا الجزم بانها الشيء"الوحيد" حيث اني  لم اجرب اشياءا كثيرة بعد) ...
اشعر ان هذا يجعلني فاشلة مثيرة للشفقة...ان افشل في اجادة الحياة واجيد الامور الروتينية التى احيانا لا تتطلب اي مقدار من التفكير او العاطفة.
وربما يكون السبب هو القدرة علي الاعتماد علي الوظيفة عكس البشر...ربما تكون هي عقدة الثقة الازلية فالاشياء لا تغير تفكيرها من تلقاء  ذاتها ولا تختفي فجاة...او هكذا افكر علي الاقل(رغم معرفتي ان الوظيفة ايضا يتحكم بها افراد اعلي مني سلطة ويستطيعون دون ابداء اسباب ان ارادوا ان يفقدوني اياها) لكني هكذا افكر وادعوا الله دوما ان يديم استقرارها لي...


Tuesday, July 5, 2011

...



استطيع بجدارة _اتعجب انا نفسي منها_ ان اسقط من اريد من ذاكرتي ومن حياتي وقتما اشاء...الكلمة السحرية هي الاختيار( لذا اجدني افشل في محو هؤلاء الذين يختارون الاختفاء من حياتي دون رغبة مني)... هكذا تتم العملية.. ما أن اختار اخراج شخص من حياتي يعطي عقلي الامر فيختفي وتمسح كل متعلقاته من ذاكرتي وذاكرة هاتفي وحاسبي بلا أي عناء او أي اعراض انسحابية تذكر ...بل انني اتعجب بعد فترة عندما اتذكر هذا الشخص و كيف كنت قريبة منه/منها لدرجة لم تحدث لي من قبل ثم استطيع الاختفاء بهذه البساطة ربما يعتبر البعض هذا جحودا لكنني اعرف الاسباب المؤدية لهذه القدرة..ربما لا اتذكر المواقف بالتفصيل وعدد الاشخاص وربما انا احاول ان اجد لنفسي العذر حتى لا اصدق كوني جاحدة كما يعتقدون لكنني اعتقد ان الفقد علمني ان اخاف من التعلق باحد للدرجة التي تجعله غير قابل للمحو...لذا ادرب نفسي من حين لاخر...ولذا يبقي جميع الافراد علي قربهم رهن اشارة عصبية من عقلي لنفسه ول يدي فتمحي كل اثارهم علي اختلافها..

Sunday, July 3, 2011

ارتجالة الخميس 2011/6/30


"نعم يجب على انفانتا ان تأتى الى الغابة وتلعب معه سوف يتخلى لها عن فراشه الصغيرويقف يحرسها بجوار النافذة حتى الفجر ليتأكد من ان الماشية ذات القرون لن تؤذيها وان الذئاب الشرسة لن تدنو من الكوخ , وفى الفجر يدق على مصراع النافذة وسيخرجان ليرقصا معا طيلة اليوم فاذا تعبت سوف يحملها بين ذراعيه لأنه قوى جدا برغم انه يعرف انه قصير القامة. لكن اين هى ؟"*
آآآه هي...هي وضحكتها.. يتذكر ضحكتها العذبة تلك التي سبقت قذفها لتلك الوردة الساكنة الآن بصدر قميصه بجوار القلب.. حسنًا ربما لن يستطيع أن يأخذها للغابة أو يعطيها فراشه الصغير لكنه يستطيع حتمًا منحها ضحكات كثيرات علّه يحصل منها على وردة أخرى وربما مع الأيام سترضى مشاركته اللعب في غابته البعيدة.
يفكر أن عليه أن يبتكر شيئًا جديدًا هذه المرة لا يقتصر على تلك الحركات البهلوانية المعادة.. يقرر أنه سيبتكر رقصة مثيرة.. تختلف عن كل الرقصات التي رأتها من قبل..
يبدأ التدرب على خطواته الجديدة وحين اتقنها تمامًا.. عاوده السؤال أين هي؟!
قرر أن يبحث عنها في أرجاء القصر الواسع.. لم يجدها في تلك الحجرة الفارغة وأيضًا هنا في الحجرة مزدوجة الأشياء..."بين هذه الجدران غير المرئية الشفافة كالماء الصافى. وقف هناك في وسط الغرفة.. ينقل بصره بين الأشياء المزدوجة هنا صورة لصورة وهناك أريكة لأريكة، وفينوس الفضية تقف فى ضوء الشمس المتسرب من النافذة تمد يديها لفينوس أخرى تماثلها فى الجمال على الجدار المقابل"**. احتار قليلاً لا يفهم المغزى من وضع الأشياء مكررة، هل تشعر الأشياء بالوحدة فيضعونها أزواجًا لتلمس الونس؟!
في الفراغ بين فينوس وأنيستها.. يتذكرها ويتذكر رقصته التي ستجعلها تحبه أكثر، يفكر في إعادة الرقصة مرة أخرى ليجيدها تمامًا. يتوجه لأحدى الفينوسين يخبرها أنه سيؤدي رقصة جديدة.. ينحني نصف انحناءة يلتفت ويكرر للأخرى ويبدأ الرقص.. يرقص ويرقص وهو يتخيل أن فينوس تبتسم.. يأخذه الحماس ويدور يدور حتى يصطدم بأحد جدران الماء الصافي فيرى انعكاسه.. حينها فقط يفهم كل شئ.. وحينها فقط يسقط أرضًا.. وحينها فقط تأتيه مربيتها لتخبره أن أميرته تبحث عنه.. ينهض ويذهب برفقتها.. ينزع وردتها البيضاء ويلقيها تحت قدميها.. ينحني نصف انحناءة.. يخبرها عن مفاجأته المثيرة.. وأنها ستحبها حتمًا.. تجاهل تمامًا ضحك الأطفال الذي بات يعرف سببه الآن.. تجاهل تمامًا كل المحيطين.. عاود الانحناء.. ثم بدأ في أداء رقصته المثيرة.. يؤدي الحركات كما تدرب عليها.. تبتسم كما تخيل أنها ستفعل.. يلتوي.. يدور.. ينحني وينهض.. تضحك.. تصفق يدور... يدور
تصفق أكثر فيكرر المقطع الأخير.. ينحني.. يتكوَّر كالجنين على جنبه، يدًا على قلبه الكسير وأخرى تمسح تلك الدمعة التي فرت لا أراديًا بعد أن فقد السيطرة على جسده مع النفس الأخير.. تنهض من عرشها.. تصفق بحرارة وتُقسم أنها لم تر شيئًا كهذا من قبل وأنه حتمًا قزمها المفضل. تطلب منه أن يقترب حيث ستعطيه مكافأة.. ستعطيه قبلة جزاء على أفضل هدية عيد ميلاد حصلت عليها هذا العام.. تكرر النداء ببعض الغضب وعندما لم يجب يذهب أحد المجاورين لتأنيب هذا المسخ جزاء جحوده وإنكاره لفضلها العظيم.. ينحني فوقه وبعد دقائق هز كتفيه ونهض وانحنى لانفانتا وقال :
"يا اميرتى الجميلة قزمك المضحك لن يرقص ثانية ابدا
سألته : ولماذا لن يرقص ثانية ؟
قال لها : لأن قلبه تحطم
قطبت انفانتا جبينها وتقلصت شفتاها الورديتان فى ازدراء وقالت:
فى المستقبل لا تحضروا للعب معى الا من لا قلب لهم .
وبكت وركضت الى الحديقة"**

 ارتجالة الخميس2011/6/30
المثير كان قصة عيد ميلاد انفانتا لاوسكار وايلد ترجمة احمد خالد توفيق
* الاجزاء داخل علامات التنصيص بجوار هذه العلامة منقوله من القصة كما هي 
** الاجزاء داخل علامات التنصيص بجوار هذه العلامة منقوله من القصة ببعض التصرف