Monday, June 20, 2011

نحن لا نتعوّد إلا إذا مات فينا شيء




نتعوّد؟
تعرف ماذا تعلمنا يا أبي؟
ذات يوم شرحوا لنا في المدرسة شيئاً عن التعود . حين نشمّ رائحة تضايقنا فإن جملتنا العصبية كلّها تنتبه وتعبر عن ضيقها، بعد حين من البقاء مع الرائحة يخفّ الضيق. أتعرف معنى ذلك؟
معناه أنّ هناك شعيرات حساسة في مجرى الشمّ قد ماتت فلم تعد تتحسّس. ومن ثمّ لم تعد تنبّه الجملة العصبيّة. والأمر ذاته في السمع، حين تمرّ في سوق النحاسين فإن الضجّة تثير أعصابك. لو أقمت هناك لتعوّدت مثلما يتعوّد المقيمون والنحاسون أنفسهم. السبب نفسه: الشعيرات الحساسّة والأعصاب الحساسّة في الأذن قد ماتت. نحن لا نتعوّد يا أبي إلا إذا مات فينا شيء*

*
ممدوح عدوان 

Sunday, June 12, 2011

صمت وعزلة




اشعر اني علي شفا تلك المرحلة من جديد...مرحلة الصمت والعزلة..احتاجها ولكني لا اريد ان اترك نفسي تغوص بها...اعترف ان المرة السابقة اضرت اكثر مما نفعت..لازالت ندباتها تتعلق بروحي....
اصبحت اغضب عند التقصير في حقي..اغضب لدرجة احيانا تكون اكبر من الموقف ومن توقعاتي التى اغضبني عدم تحققها...لدرجة اني لا ارغب في العتاب وعندما يتكرر الموقف ارغب في الرحيل واحيانا ارحل بالفعل ولا تنجح اي المحاولات في استبقائي...واغضب من حجم غضبي حيث اني اعرف جيدا حكاية الولد الذي اخذ يصرخ مرارا مستنجدا ان ذئبا ياكل غنمه فلم يصدقه الناس لانه فعل ذلك من قبل دون وجود للذئب...فعندما يكون هناك ما يستدعي هذا الكم من غضب حقا يتهمونني بتضخيم المواقف والرغبة في العيش في الماضي او في مأساة دائمة و اشياء من هذا القبيل...مثلما فعلت من كانت صديقتي...ومثلما فعلت اختي بالأمس...لم اخاطب أمي منذ عدة ايام فقط لانها لم تسالني "بماذا اخبرك الطبيب؟" بعد ذهابي  بمفردي لان احد لم يهتم بالذهاب معي..لم ترغب في الاطمئنان علي...ليست مرتها الاولي التى تشعرني بها بعدم الاهمية علي اية حال..سيخونني العد حتما ان رغبت في تعداد مرات خذلانها لي ولابد ان اكون قد اعتدت هكذا تجاهل لكن قلبي الغبي لا يتوقف عن الاهتمام...

ارغب في الصراخ...أن اصرخ ..اصرخ  حتى يغادرني الصوت..ثم أن اجلس بهدوء بعد ذلك في ركن غرفتي بلا صوت ولا حركة...ارغب في الجلوس هكذا ربما حتى استعادة صوتي وطاقتي التي افقدنيها الصراخ...وربما ابقي هناك في ركني القصي طويلا كالمرة السابقة لا اعرف لكن ما انا اكيدة منه هو ان العودة ستكون اصعب هذه المرة...واتمني من كل قلبي الغبي أن يتعلم الدرس ويتوقف عن رفع آماله عاليا فيما يتعلق ببعض البشر...

Thursday, June 2, 2011

رسائل



اكره الاسئلة فعندما يسالني احدهم سؤالا يحدث شيئا من اثنين اما ان يصبح عقلي فارغا فجأة ولا استطيع صوغ اجابة محددة او تتولد داخلي هذا الرغبة الحارقة في عدم الاجابة ويصبح كل ما يشغل عقلي هو "كم  هو فضولي هذا الشخص!" حتى ان كان من المقربين المسموح لهم بالاستفسار عن اشيائي...
اكره علاقات المصلحة ان تكون هناك في مكانة (عند الحاجة) سواء للأهل...الاصدقاء او  زملاء العمل...اكره هؤلاء الاشخاص الذين لا يزور صوتهم هاتفي او حروفهم شاشتي الا عند حدوث ما يستدعي استشارة فنية بخصوص العمل أو خلافه..اكرههم واكره اتصالهم حتى انه ان حدث واتصلوا يوما لغير حاجة فانا لا استطيع تسكيت الضيق الداخلي نحوهم...لاسيما ان كانوا من القريبين من القلب
اكره النفاق والتظاهر والادعاء...
واكره الاهتمام الزائد عن الحد سواء مني او لي...اكره ان اهتم باحدهم لدرجة تدفعه لاعتباري من المسلمات...اني ساظل هنا ايا كان الوضع ...
و اكره ان يلاحقني احدهم بالاتصالات والرسائل والالحاح لمقابلتي لدرجة تشعرني بالاختناق...اين ذهب الاعتدال؟
(اوجه السؤال لنفسي قبل الاخرين)
 اكره الغباء...كم من مرة يجب عليك ان تخبر احدهم بالشئ حتى يستوعبه حقا؟
و اكره النسيان...لماذا احفظ اشياء المهمين بالنسبة لي لدرجة انهم يطلبون مني تذكيرهم باشياء تخصهم وحدهم اشياء من قبيل " هل كنتُ في اجازة ذلك اليوم؟" في حين اضطر لتكرار اشيائي لهم مرات ومرات وكانهم يكتشفونها للمرة الاولي كل مرة...

صديقي الطيب...لا تسألني...حينما اريد اخبارك...ساخبرك..

صديقتي البعيدة...اعرف اني اخبرتك منذ البدء اني احتاج مجالا للتنفس لكنك بالغتي في تقدير المسافة الكافية..

صديقتي القريبة لدرجة تشعرني بالاختناق...اعطيني مجالا للتنفس و فرصة لافتقادك...

رفيقة العمل معطوبة الذاكرة...انا ايضا ذاكرتي معطوبة لكني حين اهتم بالقدر الكافي...اتذكر...

اصدقائي...لا تسيؤا فهمي...احبكم جميعا ، لكني فقط اشعر انكم لا تفهموني...