Tuesday, March 29, 2011

وقفة حساب



هل تبداين اليوم في عد فرصك الضائعة..هل تقفين علي الجانب الآخر من بابك المغلق تنظرين من عين سحرية لا تجيد  السحر علي الاطلاق...عين علي خواء خلف بابك المغلق...لا أحد ينتظر هناك...اغلقت بابك في وجه الكثيرين..رحلو جميعا وبقيت وحدك محاصرة بين بابين...باب علي الخارج وباب آخراغلقتيه بداخلك بعد ان تاكدتي من وجودك مع الشفقة علي الذات وفقدان الهوية والحزن داخل قاعة الذكريات...
لا لا تبدأي في عد خيباتك المتتالية..فلا شئ يستدعي ذلك هو فقط مزاج شتوي سئ ليس الا...ولتعترفي عوضا عن ذلك بانك اصبحتي تكرهين الشتاء...اصبح ثقيلا جدا...لا تحبين الصيف ايضا وبلادك لا تعرف الربيع..إذا هو الخريف...الخريف حتما هو فصلك المفضل...ليس في فصول السنة...و ليس لاستمتاعك السري بالسير علي اوراق الاشجار الجافة وسماع صوت تحطمها تحت قدماكي...بل في فصول الحياة والعلاقات...فلا تنكري انك وعلي الرغم من كرهك للنهايات وتألمك منها تبقي هي اكثر ما تجيدين فعله..حتى في الاحلام..لم تعرفي يوما كيف تبدأين حلماً جديداً كما ينبغي لكنك برعتي دوما في التخلي عن جميعهم...
لا تبدأي في عد خيباتك اليوم ولتنتظري للغد ولتكتفي اليوم بإدارة تلك الأسطوانة المحفوظة بعناية عن ضرورة الصبر والرضا والنظر لمن هم اتعس منك لا من اسعد حتى تعرفي انك افضل حالا من كثيرين...لانك تعرفين جيداً انك فعلا افضل حالا من كثيرين..وتحمدين الله كثيرا علي ذلك ايضاً...
لا تغرقي في حزنك اليوم...ولا تراودي عيناك عن حمولتهما من الدموع...فقط اتبعي نصائح عقلك (المكررة) بالتريث والانتظار حتى ظهور ذلك السبب الواضح والصريح للانهيار..ذلك السبب الذي لا يحدث ان يتواجد ابدا ومع ذلك لا تختفي الحاجة للانهيار.

الخميس24/3/2011

Monday, March 28, 2011






ثَمةُ تفاصيلَ صغيرةَ لَا تضيعَ فيَ زحامِ الذاكرةَ
عِطرُ أميَ الحبيبةَ
قَهوةَ وَخبزَ وَ جبنَ وَ حنان دافىءَ
فيَ الصباحاتَ الماطرةَ
ثمةُ تفاصيلَ صغيرةَ هيَ / الذاكرةَ 
- سوزآنَ عليوانَ





يكتبون عن امهاتهم بحب بالغ و صدق 
يكتبون عن امهاتهم بامتنان من القلب وشكر
يدفعونني دفعا  للتفكير لماذا لا اكتب عن امي مثلهم..لماذا لا امتن لها..لماذا لا اشعر نحوها بهكذا حنين؟ 
ذاكرتي الضعيفة ترحمني من تذكر كل التفاصيل لكني اعرف وكذلك هي ان ما حدث بيننا كثير...اكثر بكثير من مواقف امهات هؤلاء الذين يحبون امهاتهم بملء القلب ...
لا انكر ان الامور مستقرة  مؤخرا..لا اعلم اهذا لانها  قررت ان تعاملني بشكل مختلف ام فقط لهدوء الاسباب التي غالبا ما تكون مصدر الخلاف...
ما يؤلمني منها حقا ليس الخلاف او الشجار ولا الاسباب كما تعتقد هي...ما يؤلمني حقا هو انها ابداً لا تحاول اخفاء كوني اخر قائمة الاولويات...دوما هناك ما/من يسبقني باللائحة بغض النظر عن حداثة واهمية هذا الشيء دون ان تحاول حتى انكار ذلك...
اخبرتها منذ ايام لا تتعدي الشهر(لا اذكر تحديدا ) وفي سياق مازح اني لم انسي...ذكرتها ببعض ما اتذكر من الاشياء علي بساطتها ليس لشئ سوى تشابهها مع الموقف الذي كان مطروحا حينها...
لا انكر ان نظرتها تلك آلمتني...ربما اكثر ما آلمني ليس ذلك الاتهام الواضح ملء العينين اني "قلبي اسود" ولكن لاني لم اري بها ولا حتى قليل من الندم..فقط امنت علي كلامي عندما اخبرتها ان ربنا عوضني وسيعوضني اكثر مع الايام...لا اريد ندمها ولن يفيدني في شئ انا فقط اتعجب من شعوري انا بالندم لعدم تهنئتها ب"عيد أم" اعلم انه بدعة أو اني للعام التاني علي التوالي لم اهديها شيئاً...يقولون ان حب الام لاطفالها غريزي اما حب الاطفال لامهاتهم مكتسب ...
اتسائل عن تلك المواقف التى يكون بها نصف النسيان مؤلماً للغاية...تلك المواقف التى نتمني بها النسيان ونعرف قيمته..
فانا لا انسي انها آذتني لكني لا اتذكر التفاصيل بشكل كاف لتقتل ندمي علي ذلك ال"تقصير" في حقها..

Wednesday, March 9, 2011

لقد خانك الوقت يا سندباد*


هل خانك الوقت حقا يا سندباد ام انك انت من خنته وخنت نفسك بتعلقك المضني بذلك الماضي البعيد...هل الزمان هو المتهم الاول في جريمة اهتراء شراعك وغرق مركبك ووحدتك علي جزيرة  الماضي المهجورة سوي من الذكريات التي كنت تحمل في حقيبتك المحكمة الغلق(كما تخيلت) والتي حزمتها بعزم ووضعتها علي المركب الصغير عازما علي القيام بتلك الرحلة الموعودة..كنت تنوي دفنها هناك...في اخرمحطات رحلتك قبل العودة ...تلك التى ارجأتها مرارا...لن تعود الآن...الآن ليس الوقت المناسب للتخلي عن الماضي عن فقدان الأمل في عودة الراحلين ربما يعودون  يوماوتحتاج لاخراج كل تلك الذكريات وارتدائها من جديد...زرعها في تربة القلب الخصبة (او هكذا اعتقدت)... فاتتك كل الاشارات والتحذيرات ...واصلت السير نحو تلك الارض التي تلوح لك من بعيد..تلك التى تبتعد وتتلاشي كلما اقتربت انت...تلك التي لم تكن يوما اكتر من سراب... شيئا تريده بشدة فتراه حقيقة...ارض بكر تنتظرك لتزرع بها ذكرياتك القديمة بعد تأكدك من جدب القلب...جزيرة مسحورة تخبرها عن كل ما كنته وكل ما حلمت يوما ان تكون..فيتحقق...جزيرة لن يسكنها سواك انت وكل من تستدعيهم بقدرتك الخارقة التي ستكتسبها فور زراعتك محتوى الحقيبة وريه ببعض دموع الفرح...أن تحقق تلك النبوءة التى رأيتها في لحظات استيفاقك الاولي علي الشاطئ المسحور..تلك التى اخبرتك انك لا تحتاج حقا للتخلص من حقيبة الذكريات ...لا تحتاج لعودة الراحلين...وحتما لا تحتاج العودة لبلادك الاولي...لما كنته...النبوءة اخبرتك انك ستكون كل ما حلمت ان تكونه يوما...ليس عليك سوى اكتساب تلك القدرة الخارقة فيتحقق كل ما تريد...خادعة هي النبوءات دوما...لا تخبرنا شيئا من الحقيقة ...تخبرنا تحديدا كل ما نريد سماعه من اللغو لنفعل ما تريد...كما عرافات بلادك البعيدة دوما يدعين المعرفة يرتدين الحكمة عباءة تخفي المكر تحتها....صدّقت نبوءة هذيانك الاولي...اخرجت كل ما بالحقيبة من افراح اصبحت مؤلمة مع الايام..والآم وجروح زادتها الايام اتساعا والتهاباً...اخرجتهم جميعا وزرعتهم كما اخبرتك...لم يبقي سوي ان تروي البذور لتتحول الجزيرة المهجورة جنه مورقة ...لكن اين لك دموع الفرح تلك؟!


* العنوان من قصيدة لصلاح عبد الصبور.

Monday, March 7, 2011

قناع مبتسم ودائرة ضيقة



تخرجين قناعك المبتسم..تلك الابتسامة البلاستيكية جيدة التزييف...تثبتينها بأمل هذه المرة وتحاولين ان تتغاضي عن كونك تعلمين جيدا انها لا تخدع من حولك..تحتاجين كماً اكبر من المكابرة هذه المرة لتقنعي نفسك ان اقتناعك الشخصي سينعكس عليهم وسيصدقون انك "بخير" حقا...وهل هناك ما يدعو ل ألا تكوني بخير؟ تعرفين جيدا انك افضل حالا من كثيرين...حتى وحدتك (الاختيارية) - و التى تعشقين وتدافعين عنها بكل ما اوتيت من قوة رغم رغبتك (الغير مبررة) احيانا في التذمر منها في بعض المواقف العلنية - هناك من يتمني الحصول علي نصفها...ا
لكنك ابدا لاتقنعين...دوما تفتقدين شيئا ما  لتتحول حياتك لمأساة تستدعي الاستعانة بكهف مظلم او قناع مبتسم...احيانا يكون الحب هو ما تفتقدين..احتياج احدهم لوجودك في حياته..تذكر احدهم الدائم لك..وتلك الابتسامة البلهاء التى ترينها في وجوه المحبين...الارتباك المحبب والدقات الزائدة للقلب قبل اللقاء او عند رؤية اسم الحبيب علي شاشة الهاتف ..المشاركة بكل ما تحمله من معانٍ..لكنك سريعا تغيرين رأيك...تترديين ويصيبك الخوف من كل الأشياء.. فترفضين وتخرجين تلك اللافتة وترددين باعلي صوتك ( نجاح واستقلالية)...تخبرين نفسك ان الحب شعور مبالغ في تقديره وان الشعور الاهم والاقوي هو ذلك الشعور المصاحب للقدرة علي الانتاج..اتقان شيئا ما ..ان تختلفين عن الاخرين في شئ سوي مزاجك المتعكر دوما وشعورك الدائم بالنقص والفقد (حتى عندما تتيقنين من انك انتِ من رحل بارادتك...وتتأكدين تماما من عدم رغبتكِ في البقاء وان الرحيل هو كل ما تريدين) تشعرين بالفقد وتلومين الآخرين لانهم لم يكونوا كافيين لجعلك ترغبين في البقاء (هل يعقل ان يكونوا جميعا علي خطا ووحدك علي صواب..كلهم غير مناسبين غير متمسكين وغير جديرين بمشاركتك حياتك البائسة التى تعلمين جيدا انك من يفسدها ببراعة تستحق التقدير)...تدورين داخل نفس الدائرة الضيقة حتى ترغبين في صدم رأسك بعنف باقرب حائط علها تتوقف عن تكرار الاسباب والنتائج وعدد المرات السابقة وعدد سنوات عمرك المهدرة دون انجاز حقيقي...تعتصمين داخل القلب لفترة..تشوهين كل العلاقات مع الاصدقاء لعدم رغبتك في الحديث عن اي شئ..فقط تريدين الصمت ...تغرقين نفسك في مشاهدة احد مسلسللاتك المفضلة ذات الاجزاء العديدة...حلقات كثيرة تأكل الوقت الذي يفصل بين عودتك من العمل والنوم...بعد فترة (ربما تكون طويلة) ترغبين في العودة لارض الواقع بعد أن اتعبك الوهم..ترغبين في الحياة في الحب وفي النجاح...تتعرفين علي اناس جدد..صداقات جديدة..تعيشين يومك وحياتك بسعادة وانطلاق...فترة وتعودين ثانية للشعور بالنقص والاحتياج ثم من جديد تشهرين لوحتك الكبيرة تلك التي تخفي وجهك خلفها رغم اهترائها الواضح من كثرة الاستعمال، تلك المكتوب عليها (نجاح واستقلالية).. لتعودي بعد قليل للدوران بنفس الدائرة  الضيقة بعد أن تخرجي ابتسامتك البلاستيكية.. تنفضي عنها الغبار..ترتدينها وانت تدعين الله (بصدق هذه المرة ورغبة حقيقية) ان تكون هذه المرة الاخيرة...ا