Wednesday, December 21, 2011

أشياء متفرقة متصلة


كما توقعت لم تستغرق "المشاركة " وقتا طويلا ك هوس...كما انتهي سريعا ذلك الانجذاب الذي كنت اعلم من البداية انه مؤقت...شعار المرحلة وهوسها الآن هو الفراغ..او الرغبة  فيه على الأقل...عودة لكهف غير مظلم تماماً وكتاب ليس ممتع بالضرورة...عودتي للكهف هذه المرة تشبه محاولات مصالحة متأخرة جداً...لاول مرة ارغب في التواجد في الكهف فقط للتواجد داخله وليس لحزن او اكتئاب وشيك...ربما ليس بنية خالصة لمصالحته ومكافئته علي سنين من الأخلاص...ربما لان تواجدي داخله سيجعلني اتوقف عن البحث عن فرص اعرف اني لن اقتنصها إن وجدت...اراقبها واحلم  بها و ارفضها قبل ان تخطو نحوي ربع خطوة...ربما تحميني اضائته الخافته والتى بالكاد تكفي لقراءة سريعة تمنع العقل من الاستمرار في التخبط بين قناعتين متلازمتين دوما رغم تناقضهما الفظيع..احداهما اني في مقتبل العمر وان هذا هو ربيعه حقا..والاخري ان منتصف العمر يأتي دوماً في الخامسة والعشرون مصطحباً معه ازمات كثيرة ..
***
لم اتعلم هذا الدرس بعد...لم اتعلم ان اثق في انطباعاتي الاولي حتى وان بدت في مرحلة ما غير مبرره..استمر في الرجوع في قرارات ابتعاد عن اشخاص فقط لاني انسي مع الوقت ما كان يزعجني منهم ...يذوب في خلفية الذاكرة مع قناعتي الداخليه اني شريرة واني اظلم الناس دوماً حتى ما إن يبادرني أحدهم بسلام مصحوباً بابتسامة او سؤال تقليدياً عن الأحوال غفرت فوراً وربما اعتذرت حتى عن أخطاء صور لي هذا المزيج اني اقترفتها...اعتقد اني عندي من التجارب مع هذه النوعية من البشر ما يكفيني كي اكفر بالاسباب وأثق اكثر في حدسي...
***
ما تعلمته حقاً واجدته بشكل اذهلني انا شخصياً هو قدرتي علي المضى قدماً...حتى وإن كان بصفة مؤقتة حتى اعتذار او ابتسامة ما تنسيني اسباب قرار الفراق ( من المؤكد اني ساتعلم الدرس السابق يوما ما واتوقف عن فعل  ذلك) ..لكني اصبحت أحتاج وقتاً اقل في حزم حقائب الراحلين ومسح كل بصماتهم وآثارهم من عقلي وقلبي...احياناً يصبح قرار العودة يشبه قرار الخوض في علاقة جديدة من الاساس من فرط ما اُمعن في النسيان...
***
لازلت اتعجب من هؤلاء الذين يريدون ان يفرضوا عليك زاوية ما لرؤيتهم...انت مجبر ان تضعهم في المكانة التى يريدونها دون مقاومة منك...فهذا ليس من حقك بل وتصبح  كاذب ايضاً عندما تصارحهم انهم يفعلون ذلك...فهم لم يطلبوا ابداً الدخول في حياتك...ولم يطلبوا امتيازات معينة ومقابل لاهتمام يولونك اياه دون ان تطلبه ودون ان تريده احياناً كتيرة ايضاً و إن احتجته احياناً أخرى...يصرون انهم لم يطلبوا منك شيئاً رغم ارشيف محادثات بذاكرة قوية لا تغفل شيئاً أستطيع ان اواجههم به لكني افقد الاهتمام بهكذا فعل واسقطهم ببساطة ولا مبالاة من يرمي منديلاً متسخاً في سلة مهملات ممتلئة..
***
اوشك علي سفر انتظرته طويلاً...فسحة مؤجلة  تمنيتها كثيراً..اسبوعاً كاملاً من المتعة و" تغيير الجو" اتمني ان استطيع اقتناصها كما اردت...ان اعود منها بذهن انقي و روح اهدأ...زملاء العمل يعدون العدة لنزهة من يوم واحد نحاول ترتيبها منذ عام علي اقل تقدير ان لم يكن اكثر...اخبروني انها ستتم هذه المرة واختاروا موعدين احدهما سيكون خلال سفري والاخر بعده باسبوع...اخبرهم بحماس اني ذاهبة معهم بكل تأكيد ان هم اختاروا الموعد الاخير بعد عودتي...وافكر هل هذه انا حقاً من ترتب لاسبوع متصل من المرح تعقبه رحلة اخري في اقل من اسبوع..في العمل استمر في ترتيب كل ما سأفعله غداً في ذهني كآخر يوم عمل قبل اسبوع كامل من العطلة ..كيف سآخبر مستلم الفاكسات ان يرسلها مباشرة لمديري وألا يتركها علي مكتبي حتى عودتي وموظفي الاستقبال ساطلب منهم تحويل المكالمات  مباشرة و التعامل مع الضيوف ايضا نيابة عني وعلي الا انسي أن أترك لهم رقم هاتفي لحالات الطوارئ... الآخرون سأخبرهم ان يحصلوا علي التوقيعات التى يحتاجونها من مديري بانفسهم...ساجهز ردا اتوماتيكيا لبريد العمل ليخبرجميع من يراسلني بموعد عودتي المرتقب...في المنزل أعيد المرورعلي القائمة الذهنية التى وضعتها منذ ان تأكد موعد السفر عن كل ما قد احتاجه معي ،ما رتبته منه وما يزال ناقصاً.. ولا انسي المرور (وإن كان سريعاً) على ذلك البند الذي كتبته بخط احمر عريض( وإن كان وهمي) أن استمتع بالعطلة قدر امكاني..
واتجاهل دوماً هذا السطر الذي ارغمني عقلي علي خطه في القائمة رغم محاولات عدة من قبلي لتمويهه والذي يخبرني اني افشل دوماً في الاستمتاع بالأشياء المتأخرة و تلك التى ارتقبتها وفكرت بها طويلاً...

No comments: