Monday, April 4, 2011

ارتجالة الخميس (31/3/2011) مع كثير من التعديلات



تشغله النافذة المفتوحة دومًا، لولا تلك الإضاءة الليلية الخافتة لاعتقد إن أصحابها هجروها ونسوا إغلاق النافذة...
***
لا شيء سوى الفراغ حولها وكرسيا خشبيا قريب لكنه لايسمح لها ابدا بالجلوس عليه.. النافذة مفتوحة على مصراعيها .. الشمس التي تحرق جلدها وتعمي عيناها ان هي رفعتهما عن الارضية الخضراء للغرفة...إن أتعبها  الانحناء وقررت أن ترفع جذعها قليلاً ترفع يدا فترتفع معها الأخرى رغمًا عنها .. يختل توازنها فلا ترى سوى اختلاط  اخضر الأرضية بأحمر دمها إثر اصطدام قوي ..
****
يأتيها في نفس الموعد يوميًا ليطعمها و يضيء ضوءًا خافتًا ويرحل .. اليوم يجدها شاحبة، ودم جاف يغطي فمها ...لا يفهم هذا الشعور الغامض بداخله .. يشعر بالشفقة والضعف، وبعض الخوف .. لكنه لن يسمح لهكذا مشاعر أن تثنيه عن مهتمه " أي مهمة؟؟" .."لا يهم" .. عليه أن يكون قاسيًا ..ألا يخضع لرجائها وتوسلاتها المتكررة بأن يفك قيد يديها حتى تستطيع حجب الشمس عن وجهها أو أن يتركها تتحرك بحرية داخل غرفتها المغلقة .. أن يغلق النافذة نهارًا .. أو يغير موقعها .. تسأله عن ضرورة هذه الانكفاءة  لماذا لا يتركها تجلس معتدلة؟! عليه ألا يجيبها وألا يستجيب لأيٍ من هذه الرجاءات.. 
يفك قيد قدميها ويديها ..يعطيها منديلاً مبللًا لتمسح الدماء .. يصحبها للحمام، وعندما يعيدها يضعها في نفس الموقع، يعيد تقييد قدميها، بينما يترك اليدان حرتان لتلتهم الطعام بسرعة اعتادتها من التكرار بينما يراقبها بشفقة عظيمة...ما ان تفرغ حتى يقيد يديها من جديد ... ويمضي!
***
كل مرة يتوقف في نفس النقطة، تتسرب خيوط القصة فلا يسعفه خياله بأحداث أكثر .. لا يعلم لماذا عليها كل مرة أن تكون عن امرأة مقيدة وسجان طيب!..يفكر احيانا في ايجاد تهمة..سبب لوضعها هناك او فلسفة لضرورة الانحناء...ان يجعلها زوجة خائنة وسجانها زوج محب..لا يقوي علي ايذائها فيكتفي بحبسها...ان يخترع منقذا- ربما شريكها في الخيانة- الذي يراقب المشهد من اعلي البناية المقابلة ثم يتحين الفرصة المناسبة ليقتحم الشقة بجسارة غير معتادة ويخلصها من الاسر والانحناء..او ربما يمل الزوج فيحررها يوما ويتركها ترحل... متململا من افكاره التى تشبه جميعا فيلما عربيا ساذجاً صعد يوما اعلي البناية عله يري اكثر لكن فرق الارتفاع بين العمارتين والمسافة القصيرة بينهما لم يمكنه من رؤية الغرفة كاملة فقط جزء من الارضية الخضراء وكرسيا خشبيا قديم...اصبح يكتفي بالجلوس في شرفته ليلا محدقاً في النافذة المفتوحة و التي تعلوه بطابقين.. محدقا في سقفها ذو الاضاءة الخافتة يفكر كل ليلة في سيناريوهات محتملة لساكنيها والذين دوما ما يكونان سجينة وسجان طيب...عند اول خيوط الشمس ينطفئ الضوء فيعتبرها اشارة له للتوقف...محدقا في سقف غرفته هذه المرة يستمر في التفكير حتى يغلبه النوم..
ـ (يختلف حجم الأشياء دومًا طبقًا لزاوية الضوء وزاوية نظرنا لها وأيضًا مكاننا منها) 

5 comments:

إبـراهيم ... said...

طيب، من موقعي هذا أحب أقول إن القصة أصبحت أفضل وأحلى كتييير بعد التعديل، لا سيمـا الخاتمة...


أعتقد أنه من المفيد ـ للأسرة والمجتمع ـ إنك تكتبي النص المرتجل عليه (النوافذ لبودلير) يمكن يستفز حد تاني...


وربنا ما يقطع لنا ارتجالات :)

Shrouk said...

كان فنيتي اعمل كده فعلا
بس اتشغلت
شكرا للتذكرة
وشكرا للاطراء
:)

Shrouk said...

تخصص جماعة مغامير الادبية جلسة اخر خميس من كل شهر للارتجال.
يقترح احد الاعضاء مثيرا قدد يكون عملا ادبيا وقد تكون صورة او مقطع موسيقي او من احد الافلام
ثم نخصص وقتها محددا للارتجال
--------
المثير هذه المرة كان عملا مترجما للشاعر الفرنسي بودلير وهذا نصه:

"النّوافذ"

( هذا الذي ينظر إلى الخارج خلال نافذة مفتوحة، لن يرى من الأشياء مقدار ما يرى مَن ينظر إلى نافذة مغلقة. إذ ليس هناك شيءٌ أعمقَ، أغمضَ، أخصبَ، أكثفَ وأبهرَ من نافذةٍ تُضيئها شمعةٌ. إنّ ما نستطيع رؤيته في وضح الشمس لهو، دوماً، أقل أهميّة مما يجري وراء النافذة. ففي هذا الجُحر الأسود أو النُّورانيّ، تعيش الحياة، تتألّم الحياة.
ألمحُ، في الناحية الأخرى من أمواج السطوح، امرأة ناضجةً، وجهها متغضّنٌ؛ فقيرة الحال؛ مُنحنيةٌ دوماً على شيءٍ ما؛ لا تُغادر منزلها أبداً. من وجهها، لِبْسِها، تلميحاتها، تقريباً من لا شيء، استعدتُ قصة هذه المرأة، بل سيرتَها، وأحياناً أرويها لنفسي باكياً.
ولو كانت شيخاً مسكيناً، لاستطعت أيضاً والسهولة نفسها استعادة قصّته. ثم أخلد إلى النوم فخوراً بأنّي عشتُ وعانيت في حيواتٍ أخرى غير حياتي.
وربَّ سائلٍ يقول لي: "أمتأكّدٌ أنّ هذه السيرة هي الأصحُّ؟" وماذا تهمّ معرفة الواقع القائم خارج نفسي، بما أنّه يساعدني على أنْ أعيش، أنْ أشعر أنّي موجود، وأنّي أنا نفسي؟)

Tamer Moghazy said...

"يختلف حجم الأشياء دومًا طبقًا لزاوية الضوء وزاوية نظرنا لها وأيضًا مكاننا منها"
انا كنت مستني الحتة دي من بدري..

صباحك ورد وياسمين وقرنفل يا شروق :)

Shrouk said...

:)