Wednesday, March 9, 2011

لقد خانك الوقت يا سندباد*


هل خانك الوقت حقا يا سندباد ام انك انت من خنته وخنت نفسك بتعلقك المضني بذلك الماضي البعيد...هل الزمان هو المتهم الاول في جريمة اهتراء شراعك وغرق مركبك ووحدتك علي جزيرة  الماضي المهجورة سوي من الذكريات التي كنت تحمل في حقيبتك المحكمة الغلق(كما تخيلت) والتي حزمتها بعزم ووضعتها علي المركب الصغير عازما علي القيام بتلك الرحلة الموعودة..كنت تنوي دفنها هناك...في اخرمحطات رحلتك قبل العودة ...تلك التى ارجأتها مرارا...لن تعود الآن...الآن ليس الوقت المناسب للتخلي عن الماضي عن فقدان الأمل في عودة الراحلين ربما يعودون  يوماوتحتاج لاخراج كل تلك الذكريات وارتدائها من جديد...زرعها في تربة القلب الخصبة (او هكذا اعتقدت)... فاتتك كل الاشارات والتحذيرات ...واصلت السير نحو تلك الارض التي تلوح لك من بعيد..تلك التى تبتعد وتتلاشي كلما اقتربت انت...تلك التي لم تكن يوما اكتر من سراب... شيئا تريده بشدة فتراه حقيقة...ارض بكر تنتظرك لتزرع بها ذكرياتك القديمة بعد تأكدك من جدب القلب...جزيرة مسحورة تخبرها عن كل ما كنته وكل ما حلمت يوما ان تكون..فيتحقق...جزيرة لن يسكنها سواك انت وكل من تستدعيهم بقدرتك الخارقة التي ستكتسبها فور زراعتك محتوى الحقيبة وريه ببعض دموع الفرح...أن تحقق تلك النبوءة التى رأيتها في لحظات استيفاقك الاولي علي الشاطئ المسحور..تلك التى اخبرتك انك لا تحتاج حقا للتخلص من حقيبة الذكريات ...لا تحتاج لعودة الراحلين...وحتما لا تحتاج العودة لبلادك الاولي...لما كنته...النبوءة اخبرتك انك ستكون كل ما حلمت ان تكونه يوما...ليس عليك سوى اكتساب تلك القدرة الخارقة فيتحقق كل ما تريد...خادعة هي النبوءات دوما...لا تخبرنا شيئا من الحقيقة ...تخبرنا تحديدا كل ما نريد سماعه من اللغو لنفعل ما تريد...كما عرافات بلادك البعيدة دوما يدعين المعرفة يرتدين الحكمة عباءة تخفي المكر تحتها....صدّقت نبوءة هذيانك الاولي...اخرجت كل ما بالحقيبة من افراح اصبحت مؤلمة مع الايام..والآم وجروح زادتها الايام اتساعا والتهاباً...اخرجتهم جميعا وزرعتهم كما اخبرتك...لم يبقي سوي ان تروي البذور لتتحول الجزيرة المهجورة جنه مورقة ...لكن اين لك دموع الفرح تلك؟!


* العنوان من قصيدة لصلاح عبد الصبور.