Monday, March 7, 2011

قناع مبتسم ودائرة ضيقة



تخرجين قناعك المبتسم..تلك الابتسامة البلاستيكية جيدة التزييف...تثبتينها بأمل هذه المرة وتحاولين ان تتغاضي عن كونك تعلمين جيدا انها لا تخدع من حولك..تحتاجين كماً اكبر من المكابرة هذه المرة لتقنعي نفسك ان اقتناعك الشخصي سينعكس عليهم وسيصدقون انك "بخير" حقا...وهل هناك ما يدعو ل ألا تكوني بخير؟ تعرفين جيدا انك افضل حالا من كثيرين...حتى وحدتك (الاختيارية) - و التى تعشقين وتدافعين عنها بكل ما اوتيت من قوة رغم رغبتك (الغير مبررة) احيانا في التذمر منها في بعض المواقف العلنية - هناك من يتمني الحصول علي نصفها...ا
لكنك ابدا لاتقنعين...دوما تفتقدين شيئا ما  لتتحول حياتك لمأساة تستدعي الاستعانة بكهف مظلم او قناع مبتسم...احيانا يكون الحب هو ما تفتقدين..احتياج احدهم لوجودك في حياته..تذكر احدهم الدائم لك..وتلك الابتسامة البلهاء التى ترينها في وجوه المحبين...الارتباك المحبب والدقات الزائدة للقلب قبل اللقاء او عند رؤية اسم الحبيب علي شاشة الهاتف ..المشاركة بكل ما تحمله من معانٍ..لكنك سريعا تغيرين رأيك...تترديين ويصيبك الخوف من كل الأشياء.. فترفضين وتخرجين تلك اللافتة وترددين باعلي صوتك ( نجاح واستقلالية)...تخبرين نفسك ان الحب شعور مبالغ في تقديره وان الشعور الاهم والاقوي هو ذلك الشعور المصاحب للقدرة علي الانتاج..اتقان شيئا ما ..ان تختلفين عن الاخرين في شئ سوي مزاجك المتعكر دوما وشعورك الدائم بالنقص والفقد (حتى عندما تتيقنين من انك انتِ من رحل بارادتك...وتتأكدين تماما من عدم رغبتكِ في البقاء وان الرحيل هو كل ما تريدين) تشعرين بالفقد وتلومين الآخرين لانهم لم يكونوا كافيين لجعلك ترغبين في البقاء (هل يعقل ان يكونوا جميعا علي خطا ووحدك علي صواب..كلهم غير مناسبين غير متمسكين وغير جديرين بمشاركتك حياتك البائسة التى تعلمين جيدا انك من يفسدها ببراعة تستحق التقدير)...تدورين داخل نفس الدائرة الضيقة حتى ترغبين في صدم رأسك بعنف باقرب حائط علها تتوقف عن تكرار الاسباب والنتائج وعدد المرات السابقة وعدد سنوات عمرك المهدرة دون انجاز حقيقي...تعتصمين داخل القلب لفترة..تشوهين كل العلاقات مع الاصدقاء لعدم رغبتك في الحديث عن اي شئ..فقط تريدين الصمت ...تغرقين نفسك في مشاهدة احد مسلسللاتك المفضلة ذات الاجزاء العديدة...حلقات كثيرة تأكل الوقت الذي يفصل بين عودتك من العمل والنوم...بعد فترة (ربما تكون طويلة) ترغبين في العودة لارض الواقع بعد أن اتعبك الوهم..ترغبين في الحياة في الحب وفي النجاح...تتعرفين علي اناس جدد..صداقات جديدة..تعيشين يومك وحياتك بسعادة وانطلاق...فترة وتعودين ثانية للشعور بالنقص والاحتياج ثم من جديد تشهرين لوحتك الكبيرة تلك التي تخفي وجهك خلفها رغم اهترائها الواضح من كثرة الاستعمال، تلك المكتوب عليها (نجاح واستقلالية).. لتعودي بعد قليل للدوران بنفس الدائرة  الضيقة بعد أن تخرجي ابتسامتك البلاستيكية.. تنفضي عنها الغبار..ترتدينها وانت تدعين الله (بصدق هذه المرة ورغبة حقيقية) ان تكون هذه المرة الاخيرة...ا

1 comment:

Ahmed Fayez said...



" تخرجين ابتسامتك البلاستيكية "

" تدورين داخل نفس الدائرة الضيقة "

" هل يعقل ان يكونوا جميعا علي خطا ووحدك علي صواب..كلهم غير مناسبين غير متمسكين وغير جديرين بمشاركتك حياتك البائسة التى تعلمين جيدا انك من يفسدها ببراعة تستحق التقدير "


Nice