علي أنغام موسيقتها المفضلة تدور في غرفتها عدة مرات حتى يصيبها الدوار.. لا ترقص ..فقط تدور.. تفتقد توافقا بين عقلها وحركات جسدها...لذا فهي دائمة التعثر..عندما تتعثر لا تعبأ بجرح أو كدمة ما ..فقط تنهض لتعاود الدوران من جديد...لا تهتم بآثار الجروح التي تصر علي نكأها كلما تكونت لها تلك القشرة الصلبة التي يضايقها ملمسها ...تعلم جيداً أنها إن أزالتها اليوم ستترك أثرا لن يزول إلا بعد زمن طويل لكنها لا تهتم لذلك... تحب شعرها القصير...تخبرها أمها باستمرار أن شعر المرأة تاجها..وتهمس أن الرجال يحبون الشعر الطويل فتتولد بداخلها رغبة مجهولة المصدر في جعله قصيرا.. قصيرا جداً... وفي كل مرة تجعله اقصر ما يمكن فيتملكها خوف ألا يستطيل مجددا..تدعو مرارا أن يحتضن كتفاها مرة أخري.. وما أن يفعل حتى تقصه من جديد..ترفض أن تعترف أنها أنثي...هي طفلة كبيرة ...تريد دوما أن تتسم بالبرأة ..ترفض تعلم دور الأنثي المغوية رغم أنها تهوي مشاهدته..تخبرها صديقتها أنها ستبدو أكثر حسنا في ذلك الرداء الأسود..لن يستطيع أحدهم مقاومة حسنها عندئذ..ولا تنسي أن ترشدها إلي طريقة التحدث الهامسة وما تبعثه من حنين..لكنها دوما تدير لها أذنا صماء...ترتدي زيها الأبيض وتدور في أرجاء الغرفة ...
****