Tuesday, March 9, 2010

احتياج

أحتاج الكتابة..ربما أكثر من أي شيء آخر... لكن كالمعتاد لا نجد ما نحتاجه في وقت احتياجنا الفعلي..

أفتقد تلك الأيام حين كنت أكتب كثيراً بمعدل قصة كل أسبوع..واتسائل أتراها كانت أرادة أم أن حياتي كان بها من الأحداث ما يجعلني أكتب...وهنا أتوقف ...إن حياتي بها نفس القدر من الأحداث الآن...ربما أكثر....ماذا أذاً ؟ لي عامين أو أكثر لم أكتب بهما سوي ثلاث قصص بأفكار قتلتها كتابة من قبل ..هل أختفت الأفكار؟

اعتقد في بعض الأحيان أن طريقة تقبلي للعالم هي ما اختلفت..بذلك الماضي المحبب كنت اسعي لرؤية الكثير..كنت أعلّم عقلي أن يبدأ في تحليل المواقف وأعلّم مشاعري أن تلتقط جميع الأحاسيس فعندما كنت أري الطفلة بائعة المناديل كنت أتأثر لطفولتها المهدرة..اما الآن فهي مجرد طفلة تعمل بمهنة اختاراها لها والداها وتجيدها...وعندما بكيت لرؤية صورة ذاك الطفل الجالس بجوار حائط وبيده خبز جاف مغموس بالتراب..أو ذاك الطابور الممتد لآخر حدود الصورة للحصول علي الماء...الآن هي مجرد صور..

أوقن أن شيئا تغير لكني لا أعلم السبب بالتحديد...

طوال عمري وأنا أتذرع بالآخرين..صديقتي تركتني لذا أرفض اتخاذ أصدقاء..كل علاقات الحب تفشل والزواج ينتهي بالطلاق لذا لن أتزوج...أمي تختلف معي وتحاصرني بقوانينها لذا إن تزوجت لن أنجب...قرارات كثيرة أخذتها مدفوعة بمواقف لم تحدث لي...تحليل مستمر لما لا يحتمل التحليل اصلا.. الآن ارغب في إعادة صياغة قراراتي لكني لا أعرف كيف أفعل ذلك...الآن لا استطيع الاختفاء خلف الآخرين والقاء اللوم عليهم.. فرغبتي في الاعتقاد أني ناضجة أستطيع أخذ قرارات وتحمل عواقبها تمنعني من فعل ذلك...ولكن هوسي المزمن بايجاد الأسباب وعجزي عن ذلك يجعلني أكاد اجن..