أرفض أن أكون صورة بعقولكم..ا
أرفض أن أكون صورة بعقولكم..
أخذت ترددها للمالانهاية…تتساقط دموع أمها بلا توقف وبينما يحتضنها المحامي الطيب تأكلها عيون الأدعاء..ويتهمها طبيب بالجنون..
***
بين كل هؤلاء وحده يفكر...أعلم أنها...
لكني أرفض نعتها بالجنون..إن كانت هي مجنونه فما نكون نحن من نرضخ في سكون ونتشكل بــحجم صور وضعها الأخرون لنا؟؟!
يسألها ليحول دفة الحديث:
- هل لديك أقوال أخرى؟
- أرفض أن أكون صورة بعقولكم.
يتدخل الأدعاء صارخاً:
- هلوسات..ليست سوي هلوسات.
ينهره ثم يتوجه إليها مرة أخري وبنبرة أهدأ:
- أي صورة ترفضين؟
- كل الصور...أرفض كل الصور...
- فلتخبريني عن تلك الصور.
- أرفض أن أكون تلك البريئة المطيعة للمالا نهاية كما تريدني هي ..وأرفض أن أكون له جسداً بلا رأي بلا صوت ولا روح..وأرفض أن أكون لك تلك المذنبة التي لم تجد من الأدلة ما تدفع به التهمة عن نفسها..وللطبيب مجنونة تجعلهم يصفونه بالعبقري للتشخيص الناجح من الجلسة الأولي...أرفض..أرفض أن أكون صورة بعقولكم.
بينما تستمر في تكرار جملتها الأخيرة..ينقسم عقله نصفين...هل يستسلم للدموع كاسراً كل الصور..أم يتظاهر بأنها لم تمس شيئا من روحه...لم تجعله يري حدود الأطار؟!!
يتعالي صوتها ليخرجه عن شروده..فيهتف أن رفعت الجلسه للمداولة...وفي أعماقه يعني البكاء..
***
في ركن مكتبه أختبأ..في صراعه لا يزال...يبكي ..أيكسر الصورة والأطار وكل ما حال يوما بينه وبين مشاعره؟...هل يحاول الفرار الأن؟.. أم.. يستمر في الانكارعن معرفة؟!
27/1/2010