Sunday, August 8, 2010


مرهقة تلك المكالمات.. تلك التي تضطر بها لتصنع الابتسام...تلك التي تحمل في اطرافها الأخري أناس قلقة ترغب في الاطمئنان عليك...وتكون اشد ارهاقا عندما تحتاجها..
عباقرة الهواتف المحمولة اكتشفوا ضرورة ان يكون لديك المقدرة علي تجنب هذه المكالمات دون معرفه الطرف الاخر...ذلك الزر الذي يصمّت نغمة الرنين الملحة دون ان يشعر الطرف الاخر... لتستطيع فيما بعد اختراع اعذار تشبه كونك لم تكن بجوار الهاتف..او انه كان مدفونا في الحقيبة حيث لم تستطع سماع رنينه  او كونه كان صامتا..تلك الاعذار التي تجنبك السؤال الحنون"ماذا بك؟"
أكثر ما يزعجني في هذه المكالمات هو انها تاتي بكثرة عندما تكون متعلقا بشعرة ولا ينقصك سوي سؤال ودود ك"كيف انت؟" لتسقط في الهوة السحيقة للحزن...لتتكاثف الاسباب القديمة والجديدة امام عينيك ممدة دموعك بالتصريح للنزول..ذلك الذي حجبه عقلك طويلا...عندما يحدث ذلك فانت تحتاج هذه التكنولوجيا العزيزة..تصمّت هاتفك لعدة مرات...لكنك في النهاية تضطر للاجابة او معاودة الاتصال عندما تكون مستعدا لذلك حتى لا تزيد قلق الطرف الاخر..تعيد الاتصال بتلك الابتسامة الواسعة التي ثبتها جيدا علي وجهك كي تخبيء عبوس الروح...الابتسامة البلاستيكية جيدة التزييف..تلاحق محدثك بالاسئلة عن اخباره حتي لا تعطيه الفرصه لسؤالك...وتتجنب الخوض في اي اخبار تخصك وتكتفي ب"الحمد لله" "انشغال بالعمل" و"سنتقابل حتما عندما يخف الضغط" ثم "يجب ان اذهب" لتغلق الهاتف وتخلع هذ الابتسامة المرهقة وتضعها جانبا بجوار الهاتف لحين تحتاجها مرة اخري..

2 comments:

شيرين said...

كلنا مجبرون على وضع تلك الابتسامات البلاستيكية وخلعها من حين لآخر
المهم ان نكون أنفسنا جيدا حين نختلي بها

Anonymous said...

:)