Tuesday, August 3, 2010

اشتاق حزني القديم...

                                      المود الكهفي...هكذا تسميها صديقتي ...حالة المود الكهفي...تتعجب كثيرً لتمسكي بهذه الحالة...هي الهاربة  من الحزن بأقصى ما تستطيع من قوة..وأنا المتشبثة بقدميه منذ الأزل..القابعة باستمتاع في كهفه المهجور..
****

كان الصمت دوما مخبأي المفضل...هناك حيث اقف تحت مظلة الامان المزعومة في حال قرر الطرف الاخر الانسحاب...لا اصرح بشيء...اشتياق، احتياج ، راحة او حب!
هكذا علمني الراحلون...كل من رحل..اقتطع جزءا صغيرا من لساني وقلمي...اخاف كثيرا علي ما تبقي منهما...لدرجة اني لا استخدم ايهما...لساني اوقلمي...صوت الاغلاق العنيف لباب القلب خلفهم..كل مرة..يحطم  نوافذه كلها..كل مرة ادعي ان الدخول المفاجئ للهواء مرغوب فيه...لكني سرعان ما اشعر بالبرد...اتجمد...ابحث عن اي شيء لرتق هذه الجدران الممزقة...يزعجني الهواء..والخواء...والانين...فارفع صوت الشفقة علي الذات وازيد من حجم المأساة حتى تملا الفراغ..كم اكره الفراغ...وهم الامتلاء يقنعني انهم سيعودون...طالما استبقي كل ذكرياتهم واشيائهم الحميمة حتما سيعودون...لكنهم يضلون طريقهم الي في صحراء العالم الشاسعه...لا احد يعود...الآن لم اعد استطيع الصمت..لكني حتما لا اجد ما اقول...
****

بي رغبة عارمة في الاستلام لموجه الحزن العملاقة والغرق تحتها..احتاج أن اغرق ...لا أحد يفهم احتياجي للحزن...أن تحزن علي شخص أو شيء يعني أن تهتم....ذلك الحزن يحدد انسانيتي...هو الشيء الوحيد الذي يجعلني أنتمي لتلك المجموعة...البشر..أصحاب القلوب...أن تمتلك قلبا _حتى إن كان جريحا كسيراً طوال الوقت_أفضل حتماً من الخواء.